إفراد الله بذبح الهدي والأضحية

💢 إفراد الله بذبح الهدي والأضحية💢

٣٠ ذو القعدة ١٤٤٣ه‍ بجامع عسكر

🎙️ يونس الصباحي📽️

📄 مقال جديد بعنوان ((حلقات مركز جامع ندى قيدار أثلجت صدري))📄✒️ كتبه: يونس الصباحي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث بالقرآن والسنة رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين والغر الميامين، أما بعد:
فقد زرتُ بالأمس مركز (مسجد ندى قيدار لتحفيظ القرآن وتدريس علومه) بإشراف أخي وحبيبي فضيلة الدكتور الشيخ أحمد الدعيس – حفظه الله تعالى – وأطلعني – حفظه الله تعالى – على نشاط المركز وما يبذله هو والمدرسون – وفقهم الله تعالى – من جهد كبير ومكابدة عظيمة في سبيل تعليم كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله ﷺ، والعقيدة الإسلامية النقية من منابعها الأصلية الصافية.
ولا أُخفيك أيها القارئ الكريم أني كنتُ سعيد جداً وأنا أتقلب في روضة من رياض العلم والقرآن، سبحان الله كأني في منام جميل لا أُريد أن أُفيق منه، فأن أمشي على رجلي في بساتينها وأستنشق عبق أزهارها الزكية، وأنقَّل طرفي في ثمارها اليانعة، وأستمع إلى تغريد البلابل الجميلة بآيات القرآن الجليلة.
نعم لقد استمعتُ لبلابل صغيرة تصدح بكتاب الله في أرجاء المركز بعيداً عن شهوات الدنيا وزخارفها وصخب الحياة؛ وكأنهم في جنات النعيم يطيرون بقلوبهم في حواصل الطير من ثمرة إلى ثمرة، وترى على وجوههم فرحة الحافظ الفخور بما يصنع. وحق لهم ذلك فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ)). وأَقْرَأَ أبو عبدِ الرَّحْمَنِ في إمْرَةِ عُثْمانَ، حتَّى كانَ الحَجَّاجُ قالَ: وذاكَ الذي أقْعَدَنِي مَقْعَدِي هذا.(رواه البخاري).
مع أن كثيراً من الصبية في سنهم في غمرتهم يلعبون وسكرتهم يعمهون، لا يعرفون القرآن ولا آدابه ولا يعرفون بر الوالدين ولا احترامهم.
أيها القارئ الكريم وأنا أتقلب في تلك الرياض تذكرتُ ما رواه ابن أبي شيبة وأحمد والدارمي والحاكم عن بريدة الأسلمي – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من قرأ القرآنَ وتعلَّم وعمِل به أُلْبِس والداه يومَ القيامةِ تاجًا من نورٍ ضوءُه مثلُ الشَّمسِ ويُكسَى والداه حُلَّتَيْن لا يقومُ لهما الدُّنيا فيقولان بمَ كُسينا هذا فيُقالُ بأخذِ ولدِكما القرآنَ)).
وتذكرتُ ما رواه البخاري في التاريخ الكبير وابن عدي في الكامل والبيهقي في المدخل والشعب عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من تعلَّم القرآنَ في شبيبتِه اختلط القرآنُ بلحمِه ودمِه ومن تعلَّمه في كِبَرِه فهو ينفلِتُ منه ولا يترُكُه فله أجرُه مرَّتَيْن)).
وأن من منهج السلف الصالح وطريقتهم أنهم لا يعلمون الحديث والفقه إلا لمن حفظ القرآن، ويحثون الصبيان على حفظ القرآن وتعلمه.
• قال الإمام النووي – رحمه الله تعالى – في ((مقدمة المجموع)):(( كان السلف لا يعلِّمون الحديث والفقه إلا لمن حفظ القرآن ))اهـ.
ومصداق قول النووي – رحمه الله تعالى – ما قاله الوليد بن مسلم – رحمه الله تعالى -حيث قال: (( كُنَّا إذا جالسنا الأوزاعي فرأى فينا حدثاً فقال: يا غلام قرأت القرآن؟ فإن قال: نعم، قال: اقرأ .. وإن قال: لا ، قال: اذهب تعلَّمْ القرآن قبل أن تطلب العلم )).
• وقال الإمام ابن مفلح – رحمه الله تعالى – في: ((الآداب الشرعية)): ((وعلى هذا أتباع الإمام أحمد إلى زماننا هذا))اهـ.
• وقال الإمام النووي أيضاً في: ((مقدمة المجموع)): ((وينبغي أن يبدأ من دروسه على المشايخ في الحفظ والتكرار والمطالعة بالأهم فالأهم، ثم قال: وأول ما يبدأ به حفظ القرآن العزيز، فهو أهم العلوم))اهـ.
ولذلك كان من وصاياهم لمن طلب الوصية تعلم القرآن قبل كل شيء، فعن يونس بن جبير قال: (( شيعنا جندباً فقلت له: أوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله، وأوصيكم بالقرآن فإنه نور بالليل المظلم، وهدى بالنهار، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة))اهـ.

وتذكرتُ ما قاله الإمام أحمد – رحمه الله تعالى -: ((رأيتُ سليمان المُقري يُقرئ في مسجد يعلى بن عبيد بالكوفة، وغلامٌ قد جثى بين يديه يقرأ بالهمزة والتحقيق))اهـ. [العلل ومعرفة الرجال: (1154)].
فجمعوا بذلك فضيلة تعلم كلام الله تعالى وفضيلة الجلوس في بيت من بيوت الله التي هي أفضل البقاع وأحبها إلى الله تعالى.
فعن أبي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قال: قال رسول اللَّه ﷺ: ((ومَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، ويتَدَارسُونَه بيْنَهُم، إِلاَّ نَزَلتْ علَيهم السَّكِينَة، وغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَة، وَحَفَّتْهُم الملائِكَةُ، وذَكَرهُمْ اللَّه فيِمنْ عِنده)) (رواه مسلم).
قال الإمام ابن باز – رحمه الله تعالى – في: ((شرح رياض الصالحين)) معلقاً على هذا الحديث: ((هذا فضل عظيم، والمساجد بيوت الله محل العبادة، محل القراءة، ومحل حلقات العلم، وهكذا في منزل الإنسان أو في الصحراء أو في أي مكان إذا اجتمعوا فهم على خير عظيم في طلب العلم وحلقات العلم والمذاكرة في العلم، في تعاهد القرآن والمذاكرة فيه وفي تلاوته وفي حفظه كل هذا خير عظيم، فالمشروع لأهل الإيمان أن يعتنوا بهذا الكتاب العظيم دراسة وتلاوة وتدبرا وتعقلا ومذاكرة فيما بينهم حتى يفهموا مراد الله منه لأن الله جعله بلاغ قال: هذا بلاغ للناس [إبراهيم:52]، وقال تعالى: وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ [الأنعام:19]، ويقول جل وعلا: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل:89]، ويقول النبي ﷺ: القرآن حجة لك أو عليك، ويقول ﷺ: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه يوم القيامة فالقرآن كتاب الله، وهو أعظم كتاب وأصدق كتاب، فيشرع لأهل الإيمان العناية به وعدم .. الغفلة والإعراض، ثم أيضًا للقارئ بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، مع العلم والفضل حسنات))اهـ.
فالمساجد أيها القارئ الكريم: هي أماكن تعليم العلوم والقرآن سلفاً وخلفاً، ماضياً وحاضراً، وهي مصانع الرجال وقادة الأمة من الأمراء والعلماء.
لابــد مــن صنــع الرجــال *** ومثله صنع السلاح
وصنـاعــة الأبـطــال علـــم *** قد دراه أولو الفلاح
لا يـصنـــع الأبــطـــــال إلا *** في مساجدنا الفساح
في روضـة القــرآن فــي *** ظل الأحاديث الصحاح

ولا زال عقلي يتقلب في الذاكرة وأنا أنظر في وجوه المعلمين الصبيحة وعليها آثار السنة البهية حتى تذكرتُ ما ذكره العلماء والمؤلفون في (الآداب الشرعية): أن المعلم جليسٌ، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً)) (متفقٌ عليه).
وتذكرتُ قول عبدالله بن شوذب كما في: ((الإبانة الكبرى)) لابن بطة – رحمة الله عليهما -: ((من نعمة الله على الشَّاب والأعجمي إذا نسكا أن يُوفقا لصاحب سُنَّةٍ يحملهما عليها؛ لأنَّ الأعجمي يأخذ فيه ما يسبق إليه))اهـ.
وقول أبي إسحاق الجياني – رحمه الله تعالى -: ((لا تعلِّموا أولادكم إلا عند الرجل الحسن الدِّين، فدين الصبي على دين مُعلِّمه))اهـ.
وفي نهاية تلك الجولة البدنية والفكرية قلتُ في نفسي هذا من فضل الله تعالى على هؤلاء الصبية ووالديهم، بل وأهل منطقة سلما باد جميعاً، التي فيها (جامع ندى قيدار) – جزاها الله خيراً – فإن الله قد أنعم عليهم بالدكتور أحمد الدعيس – حفظه الله تعالى – الذي شمر عن ساعد الجد وبث الدروس العلمية وأشرف على مركز التحفيظ وسما به إلى هذا المستوى المشرف الذي يُثلج الصدر ويُبهج النفس، فقد زرتُ المركز في أول أمره وكان الطلاب يُعدون على أصابع اليد، والمستوى ضعيف جداً، وفي هذه الزيارة الثانية رأيتُ ما لم أره من قبل ولله الحمد أولاً وآخراً، ثم الشكر بعد شكر الله للشيخ أحمد الدعيس – حفظه الله تعالى – فإنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس.
وأذكَّر في الختام أهل (جامع ندى قيدار) بأن طالب العلم ((كالغيث أينما وقع نفع)) و((كالنحلة إذا وقعت لم تفسد ولم تكسر، بل تأخذ الطيب وتعطي الطيب)).
هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله على خير من أرسل وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه: أبو الحسين/ يونس بن محمد الصباحي
مملكة البحرين 27 ذو القعدة 1443هـ

تقديم أهل العلم والفضل في إمامة الصلاة

الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على إمام المتقين وعلى آله وصحبه الطيبين أما بعد:

فبعض الناس جعل معيار إمامة الصلاة حسن الصوت فقط وإن كان صاحبه أجهل الناس وكأنهم يطلبون في صلاتهم مغنيا يترنم ويغرد ويلحن. وهذا مخالف لما جاءت به الشريعة من معايير لإمامة الصلاة وهي معروفة في كتب الحديث والفقه، لكن أحب أن أنبه على معيار واحد من تلكم المعايير وهو معيار العلم!!

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في: ((شرح مسلم: 4/ 376)): ((بل السنة أن يقدم أهل الفضل في كل مجمع إلى الإمام وكبير المجلس كمجالس العلم والقضاء والذكر والمشاورة ومواقف القتال وإمامة الصلاة والتدريس والإفتاء وإسماع الحديث ونحوها، ويكون الناس فيها على مراتبهم في العلم والدين والعقل والشرف والسن والكفاءة في ذلك الباب، والأحاديث الصحيحة متعاضدة على ذلك))اه‍.

أيها القارئ الكريم إذا من الله على بلدك ومحلتك بإمام صاحب علم وفضل فاحمد الله على تلك النعمة العظيمة ولا تفرط فيها وتطلب مغنيا في الصلاة فتكون من الخاسرين.

هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مقتطفات من قصة يوسف عليه السلام

💢 مقتطفات من قصة يوسف عليه السلام💢

🎙️ يونس الصباحي🎙️

التخلي عن دعوة التوحيد التي رفع رايتها الإمام محمد بن عبدالوهاب

نعم هذا من أعظم التخاذل وكفر النعمة أن يتخاذل الكثير عن دعوة التوحيد التي رفع رايتها الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله تعالى – والتي هي دعوة الرسل جميعا.

قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍۢ رَّسُولًا أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَ ۖ}[النحل: ٣٦].

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: ((الأنبياءُ إخوَةٌ لعَلَّاتٍ: دِينُهم واحِدٌ، وأُمَّهاتُهم شَتَّى)) الحديث.

واعلم أيها القارئ الكريم أن الله إذا من عليك بالدعوة إلى التوحيد على بصيرة فقد اصطفاك لأمر عظيم فلا تبالي بالخصوم والمخذلين فإنك على صراط مستقيم وفي نعمة عظيمة من رب الكريم